آداب الذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
اعلم أيها الأخ أن الذكر عبادة جليلة. . مأمور بها ، وهي شعار الصالحين وعمدة المتسلكين ، وله آداب وشرائط ،
فمن أدابه أن يكون على الإنسان الوقار والسكينة حالة الذكر ،
ومن شرطه أيضأ حضور القلب ومواطأة القلب اللسان ،
وسِرُّ الذكر هذه الحالة التي أذكرها لك ،
وهو أن الإنسان كلما تلفظ بكلمة من الذكر يجب أن يتصورها
ويعرف القلب معناها فكما يتصف اللسان باللفظ
يتصف القلب بمعنى ذلك اللفظ ،
والذاكر ينبغي له أن يراعي أموراً ثلاثة :
أحدها : حسن اللفظ والنطق به بثبات وتؤدة واعتبار .
والثاني : أن يتصور القلب معنى ذلك الكلام مواطأة بين القلب واللسان .
المعنى الثالث : وهو الأصل أن تكون كلية نظر العبد حالة الذكر
إلى المذكور جلت عظمته ،
ولا تكن كلية همِّهِ مقصورة على الذكر فقط فيغفل عن المذكور. .
مثال ذلك أن العبد إذ قال سبحان الله فينبغي أن
يتلفظ بهذه الكلمة العزيزة بثبات ويقين من غير عجلة ،
وأن يشعر بمعناها ، وهو التنزيه لله تعالى
ثم ليكن جُلُّ نظره متعلقاً ، بالمذكور سبحانه وتعالى
أكثر من تعلقه بالذكر. .
فأعلى أحوال الذكر أن تستغرق الذاكر هيبة المذكور تعالى ؟
فيغفل الذاكر عن وجود نفسه ،
ويصير قلبه متعلقاً بالمذكور تعالى ..
جملة فلا يلتفت إلى شيء سواه ،
هذا هو سِرُّ الذكر فافهمه واعمل به
تصِب بعون الله تعالى ومشيئته
منقول من كتاب
ايضاح اسرار علوم المقربين.