جــاءني أهـل امـرأة " زوجهـا وعمهـا وأبوها " وحدثوني عـن ابنتهـم وما تشكو منه مـن أعـراض تتمثل فـي :-
كراهيــة شديــدة لزوجهــا ويـزداد وضعهــا ســوء عنــد دخــول زوجهــا البيــت مـع صــداع مستمــر لا يــزول بالرغــم مـن تنـاول المسكّنـات بأنواعهــا كمـا تعانـي مـن ضيــق فـي الصـدر واختنـاق عنــد الذكــر والصـلاة وقلــق بالليــل وأحــلام مزعجــة فـي المنــام فذهبــت إلـى بيتهــم وذلــك بصحبـــة عمهــــا .
وقــرأت علــى المــرأة رقيــة القــرآن والأدعيــة المأثــورة والدعــاء وفــي الجلســـة الرابعــة مــن زيارتــي لهــا نطــق على لسانهــا جنــي واعتــرف بكــل الأعــراض السابقــة الذكــر وأنــه هــو السبــب فيهــا وأن غرضــه مـن ذلـك كــان التفريــق بيــن الزوجيــن وأثنــاء الحــوار ، أخــذ يصــرخ ويتوعـّـد وطلبــت منــه أن يسلــم فرفــض ، ثــم وافــق ثــم رفــض ثــم اشتــرط شرطــاً للخـــروج وهــو أن يدخــل فــيّ بعــد خروجــه منهــا !
فقلــت لــه : لا مانــع لــدي إن استطعــت ومـا هــي إلا لحظــات حتــى أخــذ يصــرخ ويبكــي فأقسمــت عليــه بالـذي خلقــه وصــوره مــا الــذي يبكيــك ؟ فقـــال : حاولــت الاقتـــراب منــك فلــم أستطــع فنصحتــه وأرشدتـه إن أصبحـت مــن المسلميــن تصبــح علــى تحصيــن أكثــر مـن ذلــك فلــم يوافــق وبقــي علــى كفــره ثـم أخــذ العهــد وخــرج والفضـل للــه وحــده وعـادت المـرأة إلــى طبيعتهــا وكأنهـا نشطـت مـن عقـال .
* ولا يفوتنـــي أن انبّـــه علــــى ما يأتي :-
أن الجــن تخــاف الإنـــس والعكــس صحيــح فــإن كــان الرجــل صاحــب عقيـــدة سليمـــة ومحصـّـن بصـلاتــه وبأدعيــة الصبــاح والمســاء تخافــــه الجــن والعكــــس إن لــم يكــن محصنـــاً ، لذلــك تحضرنــي قصــة الصحابــي الجليــل فضالــة رضــي اللــه عنــه عندمــا سمــع ملــك الجــن وهــو ينــادي : يـا أيهــا الجــن : مــن يأتينــي بعــروة بــن الزبيــر بــن العــوام فقــال أحــد الجــن : أنــا آتيــك بــه يا سيـــدي قبــل أن تقـــوم مــن مقامــك ومـا هــي إلا لحظــات فعــاد الجنــي الصغيــر خائبـــاً وهــو يقــول : سيــدي حاولــت الاقتــراب منــه فلــم أستطــع ولـو اقتربــت منــه لاحترقــت ، كأنــه كـان يدعــو دعــاء فــي الصبــاح ، فانطلــق إليــه فضالــة وهــو يحدثــه بمــا سمـــع فقــال لــه عـروة بـن الزبيــر بــن العــوام : واللــه مــا دعــوت إلا مـا علمنــي بــه أبـي الزبيــر بـن العـوام ومـا علمــه إيــاه رســول اللــه : " آمنــت باللــه العظيم وكفرت بالجبت والطاغــوت واستمسكــت بالعـروة الوثقــى لا انفصــام لهــا واللـه سميــع عليــم " .