يذكر ابن حزم أنّ من أنواع الطلاسم التي شاهدها طابعا منقوشا فيه صورة العقرب في وقت كون القمر في العقرب , فينفع إمساكه من لدغة العقرب .. ويقول ابن حزم : لا يمكن دفع الطلسمات , لأننا قد شاهدنا أنفسنا آثارها ظاهرة إلى الآن من قرى لا تدخلها جرادة , ولا يقع فيه برد , وكسر قسطه التي لا يدخلها جيش إلا أن يدخل كرها , وغير ذلك كثير جدا لا ينكره إلا معاند .. ويذكر محمد محمد جعفر : أنّ المؤرخ " جريجوري " أخبر أن الفرنسيين عندما كانوا يفتحون إحدى الأراضي لإقامة جسر عليها عثروا على طلاسم معدنية لم يهتموا بأمرها وكانت تحمل رسوم الفيران والأفاعي والنيران وغيرها من الحشرات وقد أهمل العمال هذه الطلاسم فقذفوا بها في النهر , ومن وقتها قاست باريس كثيرا من اندلاع النيران فيها , وكثرة الفيران وغيرها من الحشرات , وكانت قبل العثور على هذه التعويذات في أمان منها .. ويذكر العالم " جاك جافاريل " أمين مكتبة " ريشيليو " أنه عندما فتح السلطان محمد الثاني القسطنطينية عثر جنوده على تمثال في هيئة حية كبيرة فاغرة فاها مصنوعة من البرونز , فهدم الجنود التمثال الذي كان مصنوعا لإبعاد الأفاعي عن المدينة , ومن الوقت الذي كسر فيه التمثال تكاثرت الزواحف بالمدينة وما زالت بها للآن .. وكل هذا الذي ذكروه بعيد عن الصواب, وهو من الخرافات التي جازت على أصحاب العقول, فأنَّى لطلسم أن يمنع الحرائق عن مدينة كبيرة, وأنَّى لتمثال أفعى أن يمنع الأفاعي عن دخول مدينة واسعة, ولكنها الفرية تصدقها العقول من غير تمحيـص..